بسم الله الرحمن الرحيم.. بداية احب ان اعرض عليكم ثلاث مشكلات واود الاجابة منكم باسرع وقت ممكن وتشفي مافي نفسي من ضغوط وكبت ومعاناة
1- اولا مشكلة تتعلق بي شخصيا وهي انني موهوبة جدا ومتعددة المواهب ولا اعرف كيف استغلها لصالحي.
وتكون لي مصدر رزق لانني منطوية اجتماعية جدا بسبب التربية التي ليس فيها اي نوع من التواصل الاجتماعي بسبب والدي وهم ايضا منطويين اجتماعيا
وانا متزوجة وعندي طفل واتبعت جميع الطرق لاحصل على وظيفة في تخصصي ولكن الله لم يقدر لي مع العلم ان حالتي المادية سيئة جدا.
واعاني من الكبت وضغوط نفسية وصعوبة في النوم ونوبات من البكاء واصبحت شخصيتي ضعيفة ومترددة في اتخاذ اي قرار ومشتته ذهنيا.
2- ثاني مشكلة متعلقة بابني ذو ثلاث سنين ونصف وهي منذ شهور قليلةاصبح يتهته في الكلام مع انه يفهم ماذ يريد ان يقول لكن اخراج الكلام صعب مثلا عند نطق سيارة يقوم بالتعليق على حرف السين فترة ثم ينطق الكلمة.
3- ثالثا مشكلة تتعلق بزوجي وهو من النوع الاتكالي يعني لا يحب ان يتعب نفسة في الحصول على لقمة العيش يدوام العمل يومين في الاسبوع وبقية الايام طناش وعذرة انني تعبان ونهاية الشهر يحصل على نصف الراتب
واذا انتهى الراتب قبل نهاية الشهر يذهب الى والده ليعطيه انا مليت بسبب عدم مسؤوليته واتكاليته على والده واصبح في نظري شخص عديم المسئولية ولا أعرف كيف يربي أبناءه مستقبلا مع أنه طيب.
الأخت المحترمة.... تحية مباركة.
قبل البدء بالإجابة على مشكلاتك الثلاث،لفت انتباهي انك متأزمة وبحالة انفعالية دفعتك الى التضخيم والمبالغة بدليل انك في السطر الثاني من رسالتك تقولين:(..وتشفي ما في نفسي من ضغوط وكبت ومعاناة).
ولهذا نرجو منك أن تقرأي أجابتنا بهدوء وبرود أعصاب..ولنبدأ بالأولى.
هنا فيها مبالغة أيضا بقولك انك موهوبة جدا ومتعددة المواهب.ترى في أي مجال بالتحديد أنت موهوبة جدا؟
وهل يعترف الآخرون بموهبتك..أو مواهبك؟.
ان كان الأمر كذلك..ولنفترض انك موهوبة بالخياطة وتصميم الموديلات..فانه يمكنك ممارستها في البيت او العمل في محل أزياء نسائية..او معهد خياطة.
المطلوب منك هنا تحديد موهبة واحدة فقط يسمح الواقع وظروفك الشخصية والأسرية بممارستها..
وهذا من حقك ونشجعك عليه ليس فقط لتطوير موهبتك واثبات شخصيتك ومردودها المادي، بل ولايجابيات نفسية في حياتك الشخصية والأسرية..
وتبقى المسألة متعلقة بقدرتك على إقناع أسرتك،و الاستعانة بمن له تأثير وتقدير على إقناع زوجك.
وفيما يخص تأتأة طفلك..ولكونها مشكلة شائعة،وكثيرون لا يعرفون كيف يتعاملون معها،فاننا سنتحدث عنها بما يفيد الجميع.
تسبب حالة التأتأة عند الأطفال قلقا" عصابيا" لدى الأباء والأمهات.
فهم يخشون على مستقبل طفلهم ووضعه الذي يبعث فيهم الألم والحسره ويشعرون بالخجل الاجتماعي كون اقرانه يتدفقون بالكلام مثل سيارة تمشي بسرعة في طريق خارجي مبلّط.
فيما ابنهم في كلامه، مثل سيارة في طريق داخلي كله "مطبات"!.
والتأتأة هي توقف وقتي في نطق حرف او كلمة،او تكرار لحرف غالبا" ما يكون مع حروف (التاء، والكاف، والسين، والألف، والياء).
وللأسف فإننا لا نتعامل بطريقة صحيحة مع الأطفال المصابين بهذه العلة.
ففي البيت يمنح الوالدان شفقة لأبنهم المصاب بها أكثر من إخوانه الآخرين، ويعاقبون بقسوة أخاه أو أخته إذا ما سخرا منه.
واجتماعيا"، فأن الناس غالبا" ما يهزأون به أو يضحكون عليه. وحتى تربويا"، فأن بعض المعلمين لا يعرفون كيف يتعاملون معه في الصف، لاسيما مع تلاميذ الصف الأول حيث تكثر بينهم حالات التأتأة.
وعلينا،آباء وأمهات ومعلمون، ان نعرف الحقائق الآتية:
الأولى: لا يوجد سبب عضوي لحالة التأتاة، مما يعني أنها نفسية ناجمة عن قلق او توتر.
الثانية: أن أغلب حالات التأتأة لدى الأطفال تقل في سن الخامسة من العمر، وتختفي في سن البلوغ.
الثالثة: لا علاقة للتأتأة بقلة الذكاء، بل قد يكون الطفل المتلعثم أذكى من أقرانه.
والرابعة: أن تأتأة الطفل تبقى إلى أن يشيخ حين يظهر والداه قلقا" عليه أكثر من اللازم وحين يهزأ به الآخرون.
ولكي نتفادى (الحقيقة الرابعة) فأنه ينبغي على الوالدين ان لا يصابا بصدمة قوية حين يريان طفلهما يتلعثم.
وقد دخل سنته الرابعة، وان لا يظهرا أية علامة على التألم لحالته أو الشفقة الزائدة عليه، أو الشعور بالخجل الاجتماعي منه، وان يتعاملا مع الحالة كما لو كانت عابره.
وعلى افراد الأسرة أن يصغوا له حين يتكلم وان استطالوا من كلامه..وأن يلتقطوا المفردات التي يتأتأ بها فيبادروا إلى قولها له بشكل عادي..
فأن قال مثلا" (أريد.. كككككك..) قالوا له "كيك" دون سخرية او استهزاء.
وفي حالة ابنك أن قال مثلا:(أريد سسسسسس..) أكملي طلبه..كأن يريد سيارة..أو يلعب مع صديقه سالم.ولا تقلقي فستزول بمرور الأيام.
أما مشكلة زوجك الاتكالي.. فاكتشافك لآتكاليته جاء متأخرا.كان يجب من البداية أن يدرك مسؤولية الزواج..غير أن سكوتك طوال هذه السنين شجعه على ذلك.
حاولي معه بالحوار..وابحثي عن أسباب ذلك..واستعيني بوالده أيضا ليفهمه بأنه ليس دائما له في حياته وحياة أطفاله الذين يجب ان يصنع لهم مستقبلا يفخرون به وبأبيهم.
مع تمنياتنا بالموفقية.
الكاتب: أ.د.قاسم حسين صالح
المصدر: موقع المستشار